هل كان العثمانيون خلفاء كالعباسيين والأمويين ؟ام إنهم لم يكونوا خلفاء لأنهم ليسوا قرشيين. - مدونة مسرة

تجربة اعلان

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2016

هل كان العثمانيون خلفاء كالعباسيين والأمويين ؟ام إنهم لم يكونوا خلفاء لأنهم ليسوا قرشيين.


هل كان العثمانيون خلفاء كالعباسيين والأمويين ؟ام إنهم لم يكونوا خلفاء لأنهم ليسوا قرشيين.

خليفة المسلمين يشترط أن يكون قرشيا  عن أَنَس بْن مَالِكٍ: أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ ) .
وهو حديث صحيح متواتر 
الخلافة في قريش ، لا يجوز لأحد منازعتهم في ذلك ، ما أقاموا الدين .
روى البخاري عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال :سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ هَذَا الأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ لاَ يُعَادِيهِمْ أَحَدٌ ، إِلَّا كَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ ، مَا أَقَامُوا الدِّينَ) .
والمعنى : أنهم تجب طاعتهم وعدم منازعتهم طالما أنهم يقيمون شرع الله عز وجل.
وعن عَبْد اللهِ بْن مَسْعُودٍ : " عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّكُمْ أَهْلُ هَذَا الْأَمْرِ، مَا لَمْ تَعْصُوا اللهَ ، فَإِذَا عَصَيْتُمُوهُ بَعَثَ عَلَيْكُمْ مَنْ يَلْحَاكُمْ كَمَا يُلْحَى هَذَا الْقَضِيبُ ) لِقَضِيبٍ فِي يَدِهِ، ثُمَّ لَحَا قَضِيبَهُ فَإِذَا هُوَ أَبْيَضُ يَصْلِدُ " .
" وهذا الحديث علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، فقد استمرت الخلافة في قريش عدة قرون، ثم دالت دولتهم، بعصيانهم لربهم، واتباعهم لأهوائهم ، فسلط الله عليهم من الأعاجم من أخذ الحكم من أيديهم " انتهى .

إذا لم يقم الخليفة القرشي الدين ، ولم يقدر على سياسة الناس ، وضعف أمر الخلافة ، فتغلب عليه من يقيم أمر الدين ، ويجمع شمل المسلمين ، ويرفع راية الجهاد : فإن ولايته صحيحة منعقدة .
قال ابن قدامة رحمه الله :
" وَلَوْ خَرَجَ رَجُلٌ عَلَى الْإِمَامِ ، فَقَهَرَهُ ، وَغَلَبَ النَّاسَ بِسَيْفِهِ حَتَّى أَقَرُّوا لَهُ وَأَذْعَنُوا بِطَاعَتِهِ ، وَبَايَعُوهُ، صَارَ إمَامًا يَحْرُمُ قِتَالُهُ وَالْخُرُوجُ عَلَيْهِ ؛ فَإِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ خَرَجَ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَقَتَلَهُ وَاسْتَوْلَى عَلَى الْبِلَادِ وَأَهْلِهَا ، حَتَّى بَايَعُوهُ طَوْعًا وَكَرْهًا ، فَصَارَ إمَامًا يَحْرُمُ الْخُرُوجُ عَلَيْه ِ؛ وَذَلِكَ لِمَا فِي الْخُرُوجِ عَلَيْهِ مِنْ شَقِّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ وَإِرَاقَةِ دِمَائِهِمْ وَذَهَابِ أَمْوَالِهِم ْ، وَيَدْخُلُ الْخَارِجُ عَلَيْهِ فِي عُمُومِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصلاة والسَّلَامُ : ( مَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي ، وَهُمْ جَمِيعٌ ، فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ بِالسَّيْفِ ، كَائِنًا مَنْ كَانَ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وَالْقُدْرَةُ عَلَى سِيَاسَةِ النَّاسِ إِمَّا بِطَاعَتِهِمْ لَهُ ، وَإِمَّا بِقَهْرِهِ لَهُمْ ، فَمَتَى صَارَ قَادِرًا عَلَى سِيَاسَتِهِمْ بِطَاعَتِهِمْ أَوْ بِقَهْرِهِ ، فَهُوَ ذُو سُلْطَانٍ مُطَاعٍ ، إِذَا أَمَرَ بِطَاعَةِ اللَّهِ .
وَلِهَذَا قَالَ أَحْمَدُ فِي رِسَالَةِ عُبْدُوسِ بْنِ مَالِكٍ الْعَطَّارِ : " أُصُولُ السُّنَّةِ عِنْدَنَا : التَّمَسُّكُ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ، إِلَى أَنْ قَالَ: " وَمَنْ وَلِيَ الْخِلَافَةَ ، فَأَجْمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ وَرَضُوا بِهِ ، وَمَنْ غَلَبَهُمْ بِالسَّيْفِ حَتَّى صَارَ خَلِيفَةً ، وَسُمِّيَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَدَفْعُ الصَّدَقَاتِ إِلَيْهِ جَائِزٌ ، بَرًّا كَانَ أَوْ فَاجِرًا ".
وَقَالَ - فِي رِوَايَةِ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ - وَقَدْ سُئِلَ عَنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ مَاتَ وَلَيْسَ لَهُ إِمَامٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً) مَا مَعْنَاهُ؟ .
فَقَالَ: تَدْرِي مَا الْإِمَامُ؟ الْإِمَامُ الَّذِي يُجْمِعُ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ ، كُلُّهُمْ يَقُولُ: هَذَا إِمَامٌ؛ فَهَذَا مَعْنَاهُ "  .

وعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قال: " دَعَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ ، فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا : أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا ، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا ، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ ، قَالَ: ( إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللهِ فِيهِ بُرْهَانٌ ) 
فمن تغلب حتى وصل إلى الإمارة وجبت طاعته ، ما لم ير الناس منه كفراً بواحًا.
وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
في وجه الجمع بين قول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (عليكم بالسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي) ، وقوله: (الأئمة من قريش) ؟ وهل يمكن أو يجوز لعبدٍ حبشي أن يكون إماماً أعظم؟ 
فقال إذا يسر الله للعبد الحبشي أن يكون إماماً أعظم فليكن إماماً أعظم ، والرسول عليه الصلاة والسلام إنما قال ذلك في الاختيار ، إذا أردنا أن نختار إماماً للمسلمين ، فلنختر من قريش ، ولكن مَنْ مِنْ قريش ؟
الذين قاموا بالدين ، أما مجرد الانتساب لقريش ، أو إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ، فإنه ليس بفضيلة ، إلا إذا اقترن بالدين ، لو جاءنا رجل من قريش وقال: إنه أحق بالإمامة من غيره ، وهو فاسق ؛ قلنا : لا ، لأن من شرط الإمامة عند ابتداء الاستخلاف : أن يكون عدلاً ، لكن لو أن أحداً قهر الناس وحكمهم ، فإنه يجب له السمع والطاعة ، ولو كان عبداً حبشياً كأن رأسه زبيبة ، ففرق بين الاختيار ، وبين أن يسطو أحد ويستولي على الناس بقوته ، فهنا نقول : نسمع ونطيع ولا ننابذ ، إلا أن نرى كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان " .

 فولاية السلطان سليم ولاية صحيحة بالقهر والغلبة ، فقد كان سلطاناً قوياً ، وقائداً شجاعاً ، وكان أكبر همه توحيد الأمصار الإسلامية ، وخاصة بعد سقوط الأندلس ، هذا مع ضعف الخلافة العباسية ، وطمع الصليبيين في بلاد الإسلام .
فإذا ضعف الخليفة القرشي ، وتغلب من له القوة والسلطان ، وأقام فيهم كتاب الله ، وكان أنفع للمسلمين : فإن ولايته ولاية شرعية صحيحة ، ويجب له السمع والطاعة . 
والحاصل : 
أن الولاية العثمانية كانت ولاية شرعية صحيحة ، واجتمعت الأمة عليهم .
وقد حملت الخلافة العثمانية لواء الإسلام ورفعت راية الجهاد عدة قرون ، ولم تزل أوروبا الصليبية تخافها وترهبها ، وتتحين الفرصة للقضاء عليها ، حتى تم لهم ذلك في أوائل القرن الماضي .
وقد تفاوت سلاطين آل عثمان في قيامهم بالدين ومنهجهم في الاعتقاد ، فلسنا نطعن في خلافتهم وخصوصاً في عصور القوة واجتماع المسلمين عليهم ، وما حصل منهم من تقصير أو انحراف في عهودهم المتأخرة فأمره إلى الله .
 .

هل كان العثمانيون خلفاء كالعباسيين والأمويين ؟ام إنهم لم يكونوا خلفاء لأنهم ليسوا قرشيين. Reviewed by مدونة مسرة on 2:41:00 ص Rating: 5 هل كان العثمانيون خلفاء كالعباسيين والأمويين ؟ام إنهم لم يكونوا خلفاء لأنهم ليسوا قرشيين. خليفة المسلمين يشترط أن يكون قرشيا  عن ...